نزاعات الحدود في العالم العربي : من نهايات القرن 20 إلى بدايات القرن 21

تكتسب مسألة الحدود في الوطن العربي عدداً من السمات الخاصة التي ينبغي مراعاتها عند أي تناول لقضية الحدود التي تعتبر بحق أحد أهم بؤر الصراع العربي- العربي، وأهم هذه السمات أن هذه الحدود لم تتكون وتتبلور في أغلب الحالات عبر العملية التاريخية التي شهدت مولد ونمو مفهوم الأمة وانطباقه على إطار حدودي بعينه يفصل مابين هويات وانتماءات متباينة، بل إن هذه الحدود التي تم رسمها مرة واحدة، وعلى يد قوى خارجية عن المنطقة لم تراع سوى مصالحها وتوازناتها، جاءت في بعض الحالات متناقضة مع معايير الهوية والإنتماء، إذ لم تراع في كثير من الحالات واقع الإنتماء القبلي حيث فوجئت هذه القبائل التي كانت ومازالت في بعض المناطق- الإطار الحقيقي للإنتماء والهوية- بتقسيمها إلى انتماءات مابين دول مختلفة عبر خط وهمي.