لا تحتاجُ للتورُّطِ في هذه الرواية، والإحساسِ بمذاقِ النُّحاس على لسانكَ، سوى قراءةِ الجملة الأولى: «سمعتُ يومًا من يقول: إنَّ الذاكرة ليست متحفًا فقط، بل تعزية أيضًا»، لكنَّها لم تعد مكانًا للاستراحة وتخفيف الألم؛ هيَ سلاحُ الضَّحايا الأخير، فكيف لها أن تخبو؟… صحيح أنني أنقذتُ نفسي، فيما بعد، عندما تعرَّفتُ إلى هند في الاتِّجاه الذي لم أكن أتوقَّعه. هذه كانت سيِّدة رائعة، ولكنها مستحيلة. هي التي أرشدتْني إلى قراءة معاناة المعتقلين الذين تعوي ذاكرتهم في براري المغرب المستباح، فيما كان عليَّ أن أقعَ في حُبِّها أو تقعَ في إعجابي. لا مفاضلة بين الألم والحُبِّ، لأنها مستحيلة. مثلاً. أعرف أنني لا يمكن لي أن أُجبِرَ امرأة كارهةً على الحُبِّ، أو أيَّ كاره على الحُبِّ. أعرف، أيضاً، أن الحُبَّ لا يكون إلَّا في تجاوُب مع محبوب. هند لعلَّها كانت في شأنها تغيب كثيراً، وحضورها عابر. كانت في الألم الذي نما معها منذُ الطفولة، هذا أكيد. في اليُتم الذي أوجده القمع، هذا واضح كذلك، ولكنَّ قلبها، فيما يبدو، لم يكن ليتَّسع أكثر لما احتواه من حكايات وعواطف وارتباطات. أنا على الهامش، أيضاً، من الألم. كنتُ أقول إنني لستُ من القبيلة، وفي ذلك عزائي. هم لهم آلامهم مع أنهم لا يُدركون أن لي آلامي. لا يهمُّ، إذ المعروف أن كل قوم بما هم فيه فرحون. السجن مكان. أنا نفسي، بأحد المعاني التي أُحبُّها في الوصف، مكان أيضاً.
مرابع السلوان
$0.00
Out of stock
book-author | |
---|---|
Publisher | |
country of origin | |
ISBN | |
Language | Arabic |
Customer Reviews
There are no reviews yet.
-
-
-
لاعب شطرنج
في رواية قصيرة ومكثفة، يُقدّم ستيفن تسفايغ واحدة من أعمق تأملاته في العزلة، والصراع النفسي، والقوة العقلية. تدور أحداث “لاعب الشطرنج” على متن سفينة متجهة من نيويورك إلى بوينس آيرس، حيث … إقرأ المزيد »
Be the first to review “مرابع السلوان”