امتداح اللافلسفة

ينفصل امتداداً الكاتب عبد السلام بنعبد العالي في مؤلفه “امتداح اللافلسفة” الصادر عن “دار توبقال” عن كتابه التأسيسي “أسس الفكر الفلسفي المعاصر” الذي يناقش فيه تطوّر الفكر الحديث “مجاوزة الميتافيزيقا”، متخذاً أسلوب البحث والتقّصي كشكل كتابة. يمتد فعل الانفصال مغايراً في المعاني وأشكال الكتابة. المقصود أسلوب الشذرات واشاراتها، الذي يبدو انتقاصاً، ليس في نظر الفلسفة الكلاسيكية فحسب، انما في اعتقاد الكاتب نفسه.المعنى المبتغى هو الانفصال عن المشاريع الكبرى، التي ينتهكها أصحابها بحسب الكاتب علي حرب، ومحاولة تعزيز مكانة الشذرات، وجعلها تميّزاً واضحاً ضمن الوعي الاجتماعي الثقافي. هوامش لها معالي الافكار. اذاً، الممارسة الوقحة، المرائية المقاصد ظاهرياً، تغشّ الصرامة الفلسفية علناً، التي تشكل مع قيود الكتابة، عجزاً في الخلق المعرفي. قيود لها صرامة اليقينيات. بحسب نيتشه هي “أعداء الحقيقة أكثر من الاكاذيب”. هنا اشارة مستعادة اعتبارياً نحو “ثقافة البريكولاج” كونها عمل المهندس: “زمان الآن وهنا، ثقافة ما تحت اليد انها ثقافة التحت وثقافة اليد، هي اذاً، ثقافة المحايثة بلا منازع. فالبريكولاج هو السبيل الوحيد لتحدي الأبدية”. هذه أوصاف كتابة الشذرات. فالشذرة تنزع نحو الاكتمال، في حركة دائمية، هائمة، عكس المشاريع الكبرى، المكتملة، وفي كمال النضج متوقفة طموحاً، تتشبه الثمار وتزدري البراعم. مشاريع كبرى/ ثمار. شذرات/ براعم تنشد التفتح ثم الاستنبات.